أختتم أبوظبي فعاليات وأعمال المؤتمر العربي الثالث للتغذية الذي ينظمه
جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان
وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الجهاز، بالتعاون مع هيئة الصحة
بأبوظبي -المنطقة الطبية بالعين- والمركز العربي للتغذية بالبحرين، والذي
نظم خلال الفترة من 4-6 ديسمبر 2007 على مسرح الجاهلي بنادي ضباط القوات
المسلحة بأبوظبي.
وأكد
الدكتور أحمد المزروعي مدير عام هيئة الصحة بأبوظبي حرص الهيئة على
التعاون والتنسيق مع كل الجهات التي تعمل في مجال صحة الانسان، سواء
وقائياً أو علاجياً أو غذائياً وبيئياً.
وقال
إن آفاق العمل الصحي قد اتسعت خلال السنوات الماضية، فبعد أن كانت الجهود
تصب في مجالات التشخيص والعلاج أصبحت الآن تشمل الوقاية والتثقيف الصحي
والتأهيل الطبي، ولم يعد الشأن الصحي منعزلاً عن بقية مناحي الحياة
ومناشطها من تعليم وزراعة وإسكان وبيئة وغيرها مما يتعلق بحياة الإنسان.
وأضاف
أن هيئة الصحة بأبوظبي تفخر بشراكتها مع الكثير من المؤسسات والمنظمات
والأجهزة الصحية والعلمية والبحثية والخدمية داخل الدولة وإقليمياً وعلى
مستوى العالم، كما تفخر بتسخير هذه الشراكة لخدمة كافة شرائح المجتمع في
مختلف مواقع العمل والسكن، مشيراً إلى أن نظرة عامة على عناوين موضوعات
أوراق العمل التي يضمها جدول أعمال هذا الملتقى تعكس بوضوح شديد مدى ضخامة
التحديات والمسؤوليات التي تواجهنا في مجالات التغذية والصحة، ولكنها أيضا
تؤكد معرفتنا بها واستعدادنا للعمل المشترك لوضع حلول ناجعة لها، متمنياً
أن يتوصل المشاركون الى رؤى ومقترحات وأفكار تصب في إطار استراتيجيتنا
للعمل الصحي في إمارة أبوظبي.
وكان
اليوم الأول للمؤتمر قد شهد افتتاح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس
ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية نائب رئيس
مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إلى جانب تكريم سموه لعدد من
الشركات المتميزة في مجالات الغذاء والتغذية على مستوى الوطن العربي.
وتواصلت
أمس اجتماعات المؤتمر وجلساته العلمية حيث عقدت ثلاث جلسات ناقش المشاركون
فيها 15 ورقة علمية مختلفة في مجالات الغذاء والرياضة البدنية والصحة
العامة.
وترأست
الجلسة العلمية الأولى الدكتورة عائشة بوشليبي من جامعة الامارات وتم
تقديم ثلاث أوراق علمية فيها، الأولى ناقشت موضوع “النانوتكنلوجي”
وتطبيقاتها في الغذاء من إعداد الدكتور يوسف حايك من جامعة الامارات
وتعتبر هذه التكنولوجيا فتحاً جديداً في مجال سلامة الغذاء والتغذية، أما
الورقة الثانية فكانت من تقديم الدكتورة زبيدة الدباغ من وزارة التربية
والتعليم في مدينة العين واستعرضت خلالها أثر النشاط البدني في تحسين
الوظائف الفسيولوجية للمرأة.
وقدم
الدكتور عمر عبيد من الجامعة الامريكية في بيروت ورقة علمية ثالثة حول
سلامة استخدام المكملات الغذائية، وأوضح أن هناك استخدامات خاطئة لحبوب
الفيتامينات والعناصر المعدنية من قبل العديد من الأشخاص في المجتمعات
العربية وأن هناك حداً مسموحاً به لتناول هذه المكملات، وأن الزيادة في
بعضها سوف يكون لها تأثير سلبي في صحة بعض الأشخاص بخاصة الأطفال
والمراهقين.
وأشرف
الدكتور أحمد عاشور من جامعة الفاتح في ليبيا على محاور نقاشات الجلسة
العلمية الثانية والتي تم خلالها استعراض أربع أوراق علمية افتتحها
الدكتور عادل حلمي من مركز التربية الرياضية العسكري في أبوظبي حيث استعرض
دور الهرمونات التي يتناولها الرياضيون في الصحة والمرض.
وقدم
دكتور غياث سمينة من جامعة دمشق الورقة الثانية وتمحورت حول وجود مادة
“الأكريلاميد” في الغذاء، وقال إنه منذ عام 2002م انتبه العالم إلى المادة
بعدما تم اكتشاف أنه مادة سامة عصبياً ومن المحتمل أن تكون مادة مسرطنة.
أما الورقة الثالثة التي شارك بها الدكتور حامد تكروري من الجامعة
الأردنية فقد تناولت قضية الدور الذي تلعبه بدائل السكر في الصحة والمرض.
وكانت
الورقة الأخيرة في الجلسة من تقديم الدكتور مجدي محب الدين من المركز
القومي للبحوث في مصر، وسلطت الضوء على بقايا الأدوية في المنتجات
الحيوانية وخطورة تداخلها ضمن الأغذية والأدوية إلى جسم الإنسان بصورة
معقدة للغاية، وأوضح أن الإنسان يتعرض للمركبات والمستحضرات الدوائية
بإحدى حالتين إما عمداً وإما بغير قصد.
وترأس
الجلسة الثالثة والأخيرة ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الدكتور عصام
اليماني من الجامعة الأردنية واستمع خلالها لتسع مشاركين طرحوا أوراقهم
العلمية أمام الحضور، واستعرض الدكتور عدنان السامرائي من جهاز أبوظبي
للرقابة الغذائية في الورقة الأولى تأثيرات بقايا المبيدات الحشرية في
الفواكه والخضراوات.
وقدم
الدكتور علي عز العرب من المركز القومي للبحوث في مصر ورقة حول الوجبات
الغذائية المتوازنة لتلاميذ المدارس وقال إنه من الشائع والمعروف أن
الوجبات الخفيفة غير صحية إلا أنها ملائمة ومقبولة الطعم عند مقارنتها
بالأغذية الرئيسية أو الخفيفة المعدة بالمنزل.
ثم
قدم الدكتور أحمد عاشور من جامعة الفاتح في ليبيا دراسة حول تأثير تناول
التمر في مستوى الدهون وضغط الدم استهدفت الدراسة معرفة تأثير نوعية
الغذاء المتناول في مستوى دهنيات وضغط الدم والذي يؤدي بدوره إلى العديد
من المشكلات الصحية المتعلقة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
واستعرض
بعد ذلك حسين قزق من المنطقة الطبية الشرقية في أبوظبي دراسة حول تأثير
التحصيل الدراسي بالحالة التغذوية للطلبة، وهدفت هذه الدراسة إلى معرفة
العلاقة بين الحالة التغذوية والتحصيل الدراسي لطلبة المرحلة الابتدائية
العليا بمدينة العين.
بعدها
قدمت الدكتورة نبال أبو العلا من المعهد القومي للتغذية في مصر ورقة حول
هشاشة العظام عند المراهقين. ثم قدم الدكتور رفعت الكرد من جامعة البتراء
في الأردن ورقة حول تأثير بعض المواد في امتصاص الحديد وقد تم إجراء هذه
الدراسة على سبع نباتات تستهلك في الأردن على نطاق واسع لتحديد تأثير
تناول التانينات فيها في الوضع التغذوي للحديد في جسم الفئران.
وضمن
المشاركة القطرية في المؤتمر أعدت مزاهر عباس من مؤسسة حمد الطبية في قطر
دراسة علمية حول مستوى السكر في الأغذية التقليدية في السودان، وتهدف
الدراسة إلى معرفة تأثير ست وجبات سودانية نشوية في سكر الدم واستجابة
الأنسولين، وذلك لوضع الأسس التغذوية لإرشاد مرض السكري بناء على درجه
تأثيرها.
وكانت
الورقة التالية من تقديم الطالبة آلاء الديني عن ممارسات الطب الشعبي
والطب البديل عند النساء السعوديات حيث قالت إنه انتشرت في الآونة الأخيرة
استخدامات الطب البديل، وكذلك الطب الشعبي في المجتمعات العربية، الأمر
الذي يتطلب دراسة أسباب هذا الانتشار والعوامل المرتبطة باستخدامات هذا
النوع من الطب.
أما
الورقة الأخيرة في هذه الجلسة فكانت من تقديم ريم طرقجي من جامعة حلب في
سوريا، وتحاول هذه الدراسة التعرف إلى نمط استهلاك بعض المشروبات والسوائل
الأخرى عند طلبة الجامعة في حلب وتفيد نتائج الدراسة بأن 36% من الذكور
و15% من الإناث يتناولون أكثر من 3 أكواب من الشاي يوميا، وكانت النسبة
للقهوة 14% و11% على التوالي، بالنسبة للماء فلقد أفاد 42% من الذكور و
32% بأنهم يتناولون أكثر من 6 أكواب في اليوم، وصرح 18% لكل من الذكور
بأنهم يتناولون عصير الفاكهة الطازجة لأكثر من 3 مرات في الأسبوع، أما
المشروبات الغازية فقد وجد أن 60% من الذكور و42% من الإناث يتناولون
لأكثر من 3 مرات في الأسبوع، وتبين أن استهلاك مشروبات الطاقة مازال قليلا
مقارنة بالدراسات في دول الخليج العربية حيث صرح 70% من الذكور و 85% من
الإناث بأنهم لا يتناولونها.
من
جهة أخرى أبدى عدد كبير من زوار المؤتمر إعجابهم بالمعرضين المصاحبين
المقامين على هامش المؤتمر، حيث خصص أحدهما لعرض الملصقات والكتيبات
التوعوية المتعلقة بسلامة الغذاء فيما خصص الآخر لمنتجات الشركات المشاركة
في المؤتمر.
ومن
ناحية أخرى أكد الدكتور احمد مبارك المزروعي رئيس هيئة الصحة أبوظبي حرص
الهيئة على التعاون والتنسيق مع كل الجهات التي تعمل في مجال صحة الانسان
سواء وقائياً أو علاجياً أو غذائياً أو بيئياً.
جاء ذلك في تصريح أدلى به بمناسبة المؤتمر العربي الثالث للتغذية الذي بدأ أمس الأول.
وأشار
إلى أن آفاق العمل الصحي اتسعت حيث انه بعد أن كانت تصب في مجالات التشخيص
والعلاج، أصبحت الآن تشمل الوقاية والتثقيف الصحي والتأهيل الطبي ولم يعد
الشأن الصحي منعزلا عن بقية مناحي الحياة ومناشطها من تعليم وزراعة وإسكان
وبيئة وغيرها مما يتعلق بحياة الإنسان.
وأضاف
أن هيئة الصحة في أبوظبي تفخر بشراكتها مع الكثير من المؤسسات والمنظمات
والأجهزة الصحية والعلمية والبحثية والخدمية داخل الدولة وإقليميا وعلى
مستوى العالم كما تفخر بتسخير هذه الشراكة لخدمة كل شرائح المجتمع في
مختلف مواقع العمل والسكن.
مشاركة نسائية فاعلة وحضور لافت
شهدت جلسات واجتماعات المؤتمر العربي الثالث للتغذية بأبوظبي مشاركة
واسعة
من الجانب النسائي الذي لم تقتصر مشاركته على الحضور أو الاستماع فقط بل
تعدى ذلك للمشاركة في تقديم الأوراق العلمية والمناقشة وطرح الأفكار
والمقترحات على المشاركين والخبراء، إضافة لأدائها دوراً قيادياً في إدارة
الجلسات والنقاشات خلال المؤتمر.
وتوجت
دولة الإمارات منظمة المؤتمر مشاركتها بثلاث أوراق علمية نسائية قدمت
الأولى الدكتورة عائشة بوشليبي وتناولت ممارسات السلامة الغذائية لدى
العاملين في مجال تحضير الأغذية، أما الورقة الثانية فناقشت موضوع “النشاط
البدني وصحة المرأة” وقدمتها الدكتورة زبيدة الدباغ من وزارة التربية
والتعليم بالعين، أما الورقة الثالثة فشاركت بها ندى زهير أبو الأديب من
إدارة التغذية بهيئة الصحة بأبوظبي وجاءت بعنوان “العوامل الغذائية
والصحية المرتبطة بتسوس الأسنان عند البالغين في مدينة العين”.
وأكدت
الدكتورة الدباغ أن هناك مشكلة حقيقية تعاني منها برامج التربية والتعليم
في بعض إمارات الدولة، خاصة مدينة العين، فيما يتعلق بالصحة والسلامة
الغذائية وهي انعدام وجود أخصائي تغذية في المدارس حيث إن اكتفاء البرامج
التربوية على المنشورات لن يفيد على عكس وجود شخص متفرغ أو زائر ويكون
خبيراً ومتخصصاً في السلامة الغذائية داخل كل مدرسة، موضحة أن الطلبة خاصة
الأطفال منهم لا يأخذون الصيحة من الأهل كما يتعاملون معها بكل جدية من
المدرس. وقالت
إن ممارسة الرياضة ضرورية للمرأة الحامل خاصة في الشهور الأولى بواقع
30-45 دقيقة بتكرار 5-7 مرات للتمرين الواحد، وفي الثلاث شهور الثانية
تمارس الرياضة بواقع 10-15 مرة بتكرار 3-5 مرات، وفي الثلاث شهور الأخيرة
للحمل تكتفي الحامل بالمشي لمدة ساعة يوميا