منتديات وقفة لصحتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات وقفة لصحتك

يعتني بالتثقيف الغذائي والصحي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نذكركم بموعد الامتحان الفصلي يوم السبت 15 /1 / 1433 وبالتوفيق

 

 القرآن الكريم والتوجيهات النبوية اكثر دلاله واعجاز !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سارة
عضو جديد
عضو جديد
سارة


انثى عدد الرسائل : 34
التخصص : تغذية
المزاج : مرحة
رسالة لأعضاء المنتدى : حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش الغظيم
تاريخ التسجيل : 21/11/2008

القرآن الكريم والتوجيهات النبوية اكثر دلاله واعجاز !! Empty
مُساهمةموضوع: القرآن الكريم والتوجيهات النبوية اكثر دلاله واعجاز !!   القرآن الكريم والتوجيهات النبوية اكثر دلاله واعجاز !! I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 24, 2013 11:51 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة : ان عدم الدراية بخصائص اواهمية او خطورة الطعام تحول الانسان الى ضحية للمجازفات الغذائية الحاوية على مسببات الاسهالات والقرحات المعوية وحصوات الكلى والمرارة ومصلبات الشرايين ومثيرات السرطان 00000الخ
وفي كتب علوم الاغذية المزيد من التوعية لمن يرغب في الرجوع اليها
ودلائل الطب الغذائي في القران الكريم تجمع بين الاعجاز العلمي و الاعجاز الطبي في علم الغذاء والتغذية تجدها في كتاب مختصر دلائل الطب الوقائي في القران الكريم,Evidence of preventive medicine in the Koran
انقل منها بتصرف مايلي
مـراتب الطـعـام  bounce 
يرتب الغذاء حسب فائدته الغذائية وهو ثلاثة أنواع :-
1- الذي هو أدنى
ما يؤكل بعد أن ينبت من الأرض مباشرة دون انتظار للنضوج الذي يفقده ميزته لأنه يتحول إلى بذور للنبتة نفسها مثل الخضار ( الخس - القثاء – الجرجير – الملوخية - البصل – الفجل – وغيرها ) ، وهذه هي الأدنى غذائياً إذا تم الاعتماد عليها وحدها فقط فلا تسمن ولا تغني من جوع لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن وفقيرة بمواد الطاقة والبناء مثل المواد الدهنية والسكريات والزلال قال تعالى عائبا على رغبة بني إسرائيل ( فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) البقرة 61. وفومها في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه " ثومها " وهي لغة لبعض العرب في إبدال الثاء بالفاء ومن الأمثلة على عيوب الذي هو أدنى أنه قد وجد علميا أن نبات الثوم لا يستطيع التخلص من فضلاته أو مخلفات التخليق الغذائي وتخزن وتبقى فيه مثل أوكزالات الكالسيوم وهذا عكس الثمار التي تقل أو تنعدم فيها الأوكزلات كلما ازداد نضوجها ويؤيد هذه الحقيقة العلمية ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في كراهية اكل الثوم والبصل . اما بعد طبخهما تتغير بعض المكونات وتختفي الروائح الكريهة كما ورد في تفسير حديث الثوم " لا أراه إلا نيه " ومعنى نية أي الذي لم يطبخ ولم ينضج ذكره ابن الأثير في النهاية. ومما سبق ندرك أن الذي هو أدني لا يمكن أن يغني عن الذي هو خير أو الرزق الحسن في توفير كافة الاحتياجات الغذائية كما سنعرف لاحقا وأفضل الخضار الغض الطري بعكس الثمار التي يتوجب فيها ويشترط النضوج .
2- الـرزق الـحـسـن
ما يتطور من النبات ويتحول ويؤخذ وقتا أ كثر لاستوائه مثل الثمار ( المحاصيل – والحبوب – والفواكه ). وهذه المواد غنية بمعظم المواد الغذائية وتختلف بها زيادة أو نقصان حسب أنواعها فهي من الرزق الحسن وشروط تناولها اكتمال النضج فعلى سبيل المثال وجد أن اللوز المر الأخضر غير الناضج وكذلك بذور المشمش المره والخوخ والكرز والدراق تحوي من السموم مادة السيانيد القاتلة وفقا للتركيز أما البطاطا الخضراء والجوافة الخضراء الفجة غير الناضجة تحوي مادة السولانين وهو سم يسبب ألم المعدة والإقياء والإسهال وزيادته سامة على الجهاز العصبي وقد يؤدى إلى الموت لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تبيعوا الثمرة حتى يبدوا صلاحها ) وفي رواية نهى النبي ( ص) عن بيع الثمرة حتى يبدوا صلاحها وكان إذا سئل عن صلاحها قال ( حتى تذهب عاهته ) رواه البخاري. ومادتي السيانيد والسولانين السامتين لم تكن تعرف علميا في عهد رسول الله ( ص ). كما أن تناول الفول الأخضر ( غير الناضج ) يسبب انحلال الدم لمرضى النقص الإنزيمي الوراثي في كريات الدم الحمر ويظهر المرض على شكل يرقان وفقر دم. ويوجد حامض الأوكزليك في الفواكة غير الناضجة وتعتبر املاحه الأوكزالات من مكونات الحصى الكلوية عندما ترتبط مع كلسيوم البول. والمحصول المكتمل نضجه يصبح خاليا من السموم والأضرار مكتمل الفائدة الغذائية لقوله تعالى ( رطباً جنياً ) سورة مريم 25. وجنيا أي مكتمل نضجه وقد جعل الله تعالى ينع الثمار أي نضجها آية من آياته للمؤمنين قال تعالى( انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ) الأنعام 99. وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام توجيهات في معرفة ينع الثمار وبداية صلاحها منها حتى" تصفر أو تحمر" و" نهى عن بيع النخل حتى يزهو والحب حتى يفرك وفي رواية " حتى يشتد والثمار حتى تطعم " وهذه الأحاديث في سنن البيهقي وعبد الرزاق والإمام احمد. والثمار هي من الرزق الحسن لقوله تعالى " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون "4 67 النحل. وقال تعالى ( وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ) 22 البقرة. وثبت علمياً أن السكريات التي في التمر والعنب الموصوفة بالرزق الحسن سهلة الهضم( تدخل من الأمعاء مباشرة بدون هضم ) قابلة للتخزين في الكبد بطيئة الانطلاق الدموي( حسب الحاجة ) إضافة إلى احتوائهما على الأملاح والفيتامينات المتعددة والمواد الليفية الملينة بعكس السكر المكرر الأبيض المنزوع منه الأملاح والفيتامينات المصنوع من السكر الخام الأحمر لسكر القصب الذي اصبح مجرد مادة كيميائية بعد أن تعامل صناعيا مع مادة هيدروكسيد الكالسيوم الكيميائية القلوية لمعادلة أحماضه لمنع تحلله ثم يرشح لعزله من أملاحه وفيتاميناته كما أضيفت إليه مادة ثاني أكسيد الكبريت لإكسابه اللون الأبيض قبل تجفيفه والتلوين الكيميائي للسكر الأحمر إلى اللون الأبيض لهدف غير غذائي حتى يمكن إضافته إلى كافة العصائر والمعجنات دون التأثير على لونها الأصلي. وبعد عزل مضافاته الغذائية وتلوينه الكيميائي أصبح السكر الأبيض مادة خارجة عن الميزان الإلهي فهو يرفع بزيادة مستوى السكر في الدم بعد استخدامه ويعكس الشعور بالشبع الكاذب للسبب نفسه وتخمره بين الأسنان في الفم يزيد من عفونة الفم ويتحول إلى حمض اللاكتيك الذي يسبب تنخر الأسنان وحمض اللاكتيك هو أيضا مخرش للمعدة والأمعاء ويسبب الإسهال . لذا فالإسهال الناتج عن الإسراف في تناول السكر الأبيض هو نتيجة لزيادة الحموضة داخل الأمعاء وزيادة ضغط التركيز الاسموزي للسكر نفسه فيسحب معه الماء وتسمى العصائر الحاوية على السكر الصناعي تسمى مرطبات ( تزيد من حدة الإسهال ). إن تناول السكر الأبيض يسبب التجاوزات للحدود المطلوبة لمعيارية الدم في مرضى السكري ويزيد في معاناتهم المرضية. والشبع الكاذب يضر المرضى وضعاف المناعة كونه يحرمهم من تناول ما يحتاجونه من الفيتامينات والأملاح وبقية العناصر الغذائية عن طريق إكسابهم الشعور الزائف بالشبع كونه يرفع مستوى السكر بالدم لأن منعكس الشبع في الإنسان يعتمد على زيادة مستوى السكر في الدم. وتحريض الإسهال هو الآخر يقلق راحة المريض ويجافي مضجعه فلا يرتاح على سرير المرض كما هو المطلوب لأن الراحة لمن أنهكه المرض جزء من العلاج. والإسهال أيضا يحرم المرضى وضعاف المناعة من حاجاتهم الغذائية الأخرى وما أحوجهم إليها وذلك بواسطة آلية تقصير الوقت على الأمعاء في حالة الإسهال فلا تستطيع الأمعاء امتصاص الغذاء كما ينبغي. وإضافة السكر الأبيض الى العصائر يغطي عيوبها الذوقية ويؤدي الى شرب العصائر التي لايمكن تجرعها أواستساغتها بدون اضافة السكر اليها. ومما سبق ندرك أن الفائدة الغذائية هي في تناول المواد الخام التي لا تحوي على عناصر غذائية أخرى وتحتفظ بخواصها ومميزاتها النافعة ويسهل على آلية الذوق والطعم معرفة الصالح أو الفاسد منها. وإذا كان تحويل وصناعة بعض الغذاء من خاماته يفقده الكثير من فوائده ومميزاته فكيف إذا اتخذت أي خامة لتفسد وتتخمر كيف سيصبح الضرر على الإنسان ؟ فلا يمكن لإصبع الإنسان إن تحسن ما صنعته إرادة الرحمن كما عرفنا وسنعرف قال تعالى (وأنبتنا فيها من كل شئ موزون) الحجر19. والميزان هنا حسب معرفة الخالق بحاجة خلقه. وأضرار مخالفة الميزان الغذائي الإلهي تتناسب مع مقدار الانحراف عن الميزان ورجوعا إلى الآية 67 النحل: قال تعالى ( تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ) وسكرا بمعنى خمر وهي أن فساد المواد السكرية يفقدها خاصيتها الموصوفة بالرزق الحسن ( الصنع الإلهي ) حيث يمكن للناس أن يجعلونها بواسطة جراثيم التخمر تتحول إلى خمر مادة واحدة نتجت من مخلفات الجراثيم وضارة وينعدم فيها فوائد أصلها قبل التجرثم الذي يحولها من اصلها الطيب من الرزق الحسن إلى أم الخبائث بعد أن أفسدتها الجراثيم وتصبح مجرد مادة سامة على العقل والأعصاب والكبد فهنا تـنوه الآية الكريمة أن هذه الثمرات بذاتها آية لفوائدها الغذائية والفرق بينها ( رزقا حسنا ) وما يتخذون منه سكرا- أي خمرا يعرفه العاقلون حسب ما ورد في آخر الآية " إن في ذلك لآية لقوم يعقلون " .
3 - الـذي هـو خـيـر :-  study 
ما يلزمه وسيطاً لاستخلاصه من اصله النباتي لتحويله وتطويره مثل ( اللحم والعسل ) وهذا النوع هو أغنى الأنواع ويدخل في حكمه اللبن ( الحليب ) والوسيط هنا منه الأنعام آكلة العشب حيث يتطور الغذاء النباتي في جسمها إلى لحم وشحم يحوي البروتين والدهون والفيتامينات والمعادن وتدر اللبن الغذاء الكامل من بين فرث ودم. وأكد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم المقولة العلمية في أن اللبن غذاء كامل في قوله ( ليس شئ يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن ) رواه أبو داود وذكر ابن ماجه مثله. ولأنه غذاء كامل وخاصة اللبن الطري الذي لم يتغير طعمه يحوي كافة العناصر الغذائية مجتمعة بنسبة 12% والماء بنسبة 88 % من وزنه فلا يحتاج الإنسان بعده لا أكل ولا شراب. ومن الذي هو خير كذلك لحم الطيور من غير الجوارح يتطور غذاءُها النباتي الى لحم وما يحويه. وبيض يحوي كافة العناصر الغذائية مجتمعه ولكنه أدنى من اللحم وفقا لمرتبته البدائية لأن اللحم يتطور من البيض كأن البيض نبات اللحم ولأن البيض يزيد من إثارة أمراض الحساسية ويثير القروح والنفاطات الجلدية وتزداد فيه نسبة شمع الكلسترول. ومن الطعام المتطور لحم صيد البر الحلال وصيد البحر الطري وقد ورد في السنة النبوية كراهية الاعتماد على اللحم وحده كغذاء منعا لأضرار الإسراف النوعي وتفضيل أن يؤكل مأدوما مع الخبز إن توفر. وكذلك من الذي هو خير ما تنتجه النحل التي تجمع وتطور الرحيق من كل الثمرات إلى عسل غذاء ودواء مختلف ألوانه بوحي الهي. قال تعالى على لسان سيدنا موسى لبني إسرائيل الذين كانوا يأكلون المن وقيل هو شبيه بالعسل والسلوى وهو لحم طائر السماني عندما طلبوا مما تنبت الأرض ( قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) البقرة 61. فقد ذكر ما تنبت الأرض ويؤكل مباشرة بالذي هو أدنى والطعام الذي طوره الله بعد ذلك وصف بالذي هو خير.
المائدة المتوازنة :- Question 
يؤكد علماء التغذية على ضرورة توازن الوجبة الغذائية لكي تحوي كافة العناصر الغذائية. وبالرجوع الى القرآن الكريم والتوجيهات النبوية نجد أن التعليمات بهذا الشان اكثر دلالة وإعجازا قرآنيا ونبويا في الكيمياء الحيوية. ومنها :-
1 – ضرورة احتواء الوجبة الغذائية على مواد مذيبة لشمع الكلوسترل ومانعة لتكون الجلطات الدموية وملدنة للشرايين ومولدة للطاقة الحرارية وموفرة للفيتامينات الدهنية وبتلازم دائم مع الأكل قال تعالى ( وصبغ للآكلين ) 20 المؤمنون. والصبغ الذي يتوجب تلازمه للآكلين هو الزيت المائع لأنه خالى من شمع الكلوسترول ورى ابن ماجه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله " ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة " والإشارة هنا الى زيت الزيتون ويشابهه في خصائصه كل الزيوت التي لاتجمد لأنها خالية من شمع الكلوسترول.
2 – الدلاله على أكل صنفين من الطعام أو اكثر في الوجبة الواحدة على أن تكون متباينة المحتوى الغذائي لتوفير اكبر قدر من الفيتامينات والمعادن مع المواد الأساسية فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان " يأكل الرطب بالقثاء " متفق عليه وقد وردت الإشارة الى الطعام في القرآن الكريم أنه الحاوي على عدت اصناف من المأكولات وأن تعددها متعة قال تعالى ( فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولإنعامكم ) عبس 32,24.
3 – توفير احتياج الجسم لمواجهة متطلباته الغير متوفرة بالغذاء وهو الملح المفقود دائما في البول وكذلك في الظروف الخاصة اثناء بذل الجهد الزائد وفي أوقات الحر والذي يتطلب زيادة الوارد من الملح والذي يفقده الجسم مع الماء أثناء التعرق كما أن اللحم المطبوخ يفقد الصوديوم أثناء الطباخة واضافة ملح الصوديوم الى اللحم المطبوخ يكسبه مافقد ويحسن طعمه قال رسولنا الكريم ( سيد إدامكم الملح ) رواه ابن ماجه.
4 – اختصار ما تنتجه العمليات الهضمية والهدمية في جسم الإنسان وذلك في مدح تناول الطعام الحاوي على آخر منتج للعمليات الهضمية والهدمية عبر تناول الطعام المخلل لأن كل المواد الغذائية المولدة للطاقة بالجسم تتحول داخل خلايا الجسم الى حمض الخل الذي يفقد الهيدروجين لتكوين الطاقة للجسم ويكون غاز الفحم والماء بعد اتحاد الهيدرجين مع الأوكسجين. والائتدام بالخل يوفر على الأمعاء والجسم عناء الهضم والتمثيل الغذائي ويوفر على خلايا الجسم سلسلة معقدة من التفاعلات التحويلية للغذاء حتى تصل اليه قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( نعم الإدام الخل ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
صفات الطعام الواقي من الأمراض :-
نعرف أن معظم الطعام يفسد إذا ترك لوحده دون أن يؤكل وحتى في جسم الإنسان فهو بفعل مرور الوقت عليه داخل الأمعاء يفسد ويطرح خلال 36 ساعة بالمتوسط على شكل مخلفات فاسدة ولا يمتص الجسم منه إلا المواد الذائبة في الماء أو الذائبة في الدهن كما أن فهم احتياج الجسم من نوع وكمية الغذاء أمر هام لمنع ضرر الحرمان وخطورة الإسراف في كمية ونوع الغذاء. وسلامة الغذاء من الفساد شرطا أساسيا لكي نستفيد منه دون أن يضرنا. وفي ما يلي بيان لذلك.
الحلال الطيب:-
نجد أن معظم الطعام قابل للفساد عدا العسل ومن المعروف أن عسل النحل الخام المعزول عن الرطوبة لا يفسده الدهر ولا تنموا عليه الجراثيم أما بقية الأطعمة فهي قابله للفساد بمعدل يتزايد مع زيادة نسبة الماء فيها. والطعام الطيب هو الطعام الطري الذي لم يفسد واللحم الحلال ما لم ينتن وصيد البحر الطري قبل تفسخه وقبل تعفنه وفساده وقد عرفه الحديث الشريف قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( ما ألقي البحر أو جزر عنه فكلوه وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه ) رواه أبو داود. وقال تعالى ( لتأكلوا منه لحماً طرياً ) النحل 14. والإعجاز في قوله تعالى لحما طريا لأن الثابت علميا أن في الأسماك تكون الخمائر المحللة للبروتين اكثر نشاطا من تلك الموجودة باللحوم وتستمر خميرة الفوسفوليبديز في تحلل دهون الأسماك حتى لو تعرضت للبخار بدرجة الغليان لمدة عشرين دقيقة وتحتوي الأسماك على خميرة الثيامنيز التي تهدم فيتامين ب 1 ولا تتوقف إلا بالحرارة عند الطبخ وتنموا على الأسماك جراثيم محبة للبرودة تعمل على تحللها وفسادها حتى أثناء تبريدها في الثلاجات وخاصية النشاء الحيواني الجلايكوجين الذي يتحول الى حامض اللاكتيك ويعمل كمادة حافظة لا توجد هذه الخاصية في الأسماك لأن السمك يستنفد أثناء صيده كافة الجلايكوجين في حركة مقاومة الإصدياد وتتحقق الفائدة الغذائية القصوى من الصيد البحري اذا تم تناوله طريا. ومن أصدق من الله قيلا سبحانه وقال تعالى ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) البقرة 168. وقال تعالى" ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " 157الاعراف. ومن الطيبات المكتمل نضجه في الثمار ( الفواكه والمحاصيل والحبوب ) غير المتعفن. أما الأطعمة التي تغير طعمها بفعل مرور الوقت عليها مثل اللبن الرائب الذي يستخرج منه الجبن والزبدة والأطعمة المخمرة والأطعمة الغير طرية ( الفاسدة جزئيا ) فكلما مر الوقت عليها أزداد فسادها وقلت فائدتها الغذائية وازدادت سمومها وتخربت مكوناتها الغذائية حتى تتحول إلى خبائث لأن المواد السكرية فيها تتحول إلى أحماض تسبب وتهيج قرحة المعدة والمواد الدهنية تتزنخ وتتحول إلى مواد غير مستساغة الطعم وضارة على الصحة بشكل بسيط وتتحطم المواد الداخلة فيها كفيتامين أ و هـ. والدهن الذي يستخرج عادة من اللبن الذي تغير طعمه تزداد فيه نسبة الدهون الشمعية التي تسبب عسر الهضم وتصلب الشرايين كما هو الحال في السمن والزبدة بعكس الدسم الذائب في اللبن الطري سهل الهضم ولا يسبب تصلب الشرايين أما المواد البروتينية فتتغير مع الوقت الى نواتج ضاره مثل تكون مادة التيرامين الرافعة لضغط الدم في الجبن ومادة الهستامين المثيرة للحساسية بعكس البروتين الموجود في اللبن الطري الخالي من هذه المواد وقد بين القرآن الكريم إجمالا كل ذلك فيما أعده الله تعالى للخالدين في الجنة أنهم لا يتناولون ما تغير طعمه قال تعالى ( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) محمد 15.
الخبيث:scratch 
الطعام الفاسد والنتن والمتعفن ولحم الميتة من الخبائث وتناول الأطعمة الفاسدة ضار بالصحة ويؤدي إلى الهلاك والميتة قد يكون سبب موتها مرض خطير يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عندما يأكل الإنسان لحم الميتة أو لحم ما أشرفت على الموت نتيجة مرضها حتى وإن تم تذكيتها ( ذبحها ) لأن التذكية في القرآن الكريم لما كانت سليمة من المرض وأشرفت على الهلاك لسبب غير المرض وقبل موتها كالمتردية والنطيحة... وينتج من الجيف ( اللحوم والبروتينيات المتحللة ) ينتج تخريب لمحتوياتها ويتصاعد منها غاز كبريتيد الهيدروجين السام وله رائحة البيض الفاسد. كما أن الميتة تحوي الدم وحرم الله الدم كطعام والدم المسفوح لان الدم سريع التعفن عسير الهضم ولا تمتص الأمعاء خلايا الدم إلا بعد تحللها إلى مخلفات والدم ضار لاحتوائه على حمض البول والسموم والمخلفات الحيوية وحرم الله لحم الخنزير ذلك الحيوان الذي يأكل الجيف والمخلفات القذرة جدا ولا يجتر. قال تعالى ( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسق أهل لغير الله به ) الأنعام 145 والرجس بمعنى القذر وكل قذارة أيا كان مصدرها ضارةً بالصحة ونستشعر من هذه الآية و قوله تعالى" ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " 157الاعراف .. أن الله تعالى أمر بما ينفع ويدعم صحة الإنسان ونهى عما يمرض ويؤذي الصحة والمخالف يضر نفسه وصحته وأي طعام فاسد خرج من صفته الطيبة بفعل التعفن والتخمر والتخريب الجرثومي لا يسمى طيبا. وكل ما مصدره قذر ورد النهي عنه فقد نهى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عن أكل لحوم الجلاّلة وألبانها - والجلاّلة آكلة العذرة من القاذورات. روى ابن ماجه عن ابن عمر : نهى رسول الله عن لحوم الجلاّلة وألبانها. وذكر أبو داود والترمذي مثله. وموجز القول أن الخبيث هنا يشمل المواد السامة والقاذورات والجراثيم الممرضة وكل ما هو ضارة بالصحة وعلينا إن نعيد النظر في كل ما نأكله كيف تم تخزينه وتحضيره وما هي المواد المضافة إليه وهل لا يزال محافظا على طيبته.
الفطرة والغذاء:-
يرغب الإنسان في تناول الطعام المنوع لحاجته الفطرية إلى محتوياته الغذائية المتعددة. والمؤشر الحقيقي للحاجة الغذائية كما ونوعا هو الشعور الفطري بالجوع وهو أكبر دليل على حاجة الإنسان إلى الطعام والجوع هو صانع اللذة وموجه الرغبة والشره إلى الطعام وبعد تناول الطعام كما ونوعا يشعر الإنسان فطريا بالشبع والشبع هو أكبر دليل على الاكتفاء. وحسب نوع المواد الغذائية فمؤشر الاكتفاء قريب جداً إلى الاقتناع في المواد الدهنية أي أن الإنسان يسأم من الطعام الدهني بعد تناول كمية قليلة من الدهون ومؤشر الاكتفاء بالخبز( النشويات ) بعيد أكثر عن الشبع أي أن الإنسان يشبع من الخبز بعد أكل كمية أكثر بكثير من كمية الدهون وهكذا تختلف درجة الاكتفاء وسأم الإنسان عن الأكل طبقاً لحاجته لكل نوع من أنوع المواد الغذائية ولا يمكن أن يقتنع آكل بصنف واحد من الطعام وخاصة أن لم يحوي أكله على شيء من المواد الغذائية الأساسية فأنه يشعر أنه لا زال جائعاً وهذا الشعور الملازم للإنسان نحو الطعام هو جزء من شعوره الفطري قال تعالي ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) الروم 30. فالفطرة التي فطر الله الناس عليها هي الشعور الملازم للإنسان في الحاجة إلى ربه عن الشدائد ومن الفطرة الحاجة إلى الزاد عند الجوع والشعور بالشبع عند الاكتفاء وحب الخير وكراهية الشر والشعور بالدفء والحر والبرد …الخ. ولم يتبدل خلق الله منذ الأزل ويهمنا هنا الشعور الفطري نحو الطعام ونوعه بالجوع وقت الحاجة إليه والسأم عنه بعد الاكتفاء. ويقدر الأطباء أن الإنسان البالغ الذي يزن 65كجم بحاجة إلى طاقة لاستمرار متوسط نشاطه اليومي تعادل 2500 سعرة حرارية وقد تصل إلى 4000 سعرة حرارية في حال القيام بعمل متواصل ومجهد والمواد الغذائية الأساسية تولد الطاقة فكل جرام واحد من الدهون ينتج 9سعرات حرارية داخل جسم الإنسان وكل جرام من النشويات ينتج 4سعرات حرارية وكذلك البروتين ينتج الجرام الواحد منه 4سعرات حرارية وينصح الأطباء أن يكون من 20إلى 35% من الطاقة التي يحتاجها الجسم مصدرها من المواد الدهنية أي ما يقارب نسبة 8 إلى 15% من الوجبة مواد دهنية فالدهون هامة جداً في مكافحة البرد ولكون للدهون أكبر قيمة حرارية فأن الشعور الفطري بالشبع منها سريع جداً كما ينصح الأطباء أن تكون كمية النشويات في الوجبة بنسبة 60 إلى 80% من إجمالي كمية الوجبة لأن مؤشر الاكتفاء في المواد النشوية واسع أي أن الإنسان يستطيع أن يأكل كمية أكثر من الخبز( مقارنة بالمواد الأخرى ) قبل أن يشعر بالشبع المؤشر الفطري على الاكتفاء ويقدر الأطباء حاجة الإنسان البالغ كحد أدنى من الزلاليات إلى واحد جرام لكل كجم من وزنه أما الطفل فهو بحاجة إلى ضعف هذا الرقم أي 2جرم لكل كجم من وزنه لكونه في طور النمو. أما الرجل العامل النشيط ومن هو في طور النقاهة بعد المرض أو المريض فتختلف الحاجة الغذائية لكل منهم فالعامل المجتهد النشيط هو بحاجة إلى زيادة في كمية المواد المولدة للطاقة الحرارية مثل ( الخبز والدهون ) لتعويض ما فقد من طاقة وذلك بحصة أكثر لإشباع جوعه. أما من هو في طور النقاهة بعد المرض المسبب للضعف والهزل فهو بحاجة إلى المواد الزلالية حيث تزداد لديه الشهية نحو الزلاليات خاصة وبقية الأطعمة. أما المريض وخاصة الذي يصاحب مرضه فقدان للشهية هو بحاجة إلى غذاء قليل الكمية لذيذ الطعم سهل الهضم كثير الفائدة الغذائية رافع للمناعة وهذه المميزات لا تتوفر إلا بعسل النحل فقط كما سنعرف خصائصه لاحقا. وأخيراً يجب أن يكون الطعام طرياً ونقياً من التلوث بالأوساخ والقاذورات لأن خلو الطعام عامة من القاذورات والأوساخ شرطاً أساسياً في ميل النفس الفطري لتناوله ومجرد الشك في تلوث الطعام قد يثير في النفس الرغبة إلى التقيؤ. ونجد أن الإسهال والقيء من الآليات الفطرية للتخلص من أخطار التلوث والتسمم في حالة التلوث والتسمم الغذائي التي قد تودي إلى الوفاة. وقد جعل الله للإنسان آليات فطرية لمعرفة تلوث الطعام أو تخمره أو تعفنه بواسطة حاستي الشم والذوق لكي يتمكن الإنسان من معرفة تغير طعم أو رائحة الطعام قبل تناوله. ونجد أن الطعام الخام الطيب الذي لم يتغير طعمه ( الخالي من مخلفات التعفن ونواتج وأحماض التخمر والخميرة والمواد الحافظة السامة والمواد والأحماض الصناعية ) لا يؤذي المعدة ولا يسبب القرحة ولا يهيج الأمعاء وعلى المدى البعيد لا يحرض على نشوء السرطان. وكثيرا ما نجد أن معظم أمراض الجهاز الهضمي تحدث نتيجة الأخطاء الغذائية الخارجة عن الميزان الغذائي الإلهي. وعلينا الاسترشاد في اختيار الغذاء الصحي بالقرآن الكريم عامة وقال تعالى على لسان من زادهم هدى من أهل الكهف ( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه ) 19- الكهف. وأزكى طعاما هو أجود وأطيب طعاما. ونعرفه بواسطة النظر وفقا للمعايير القرآنية التي ترضي الفطرة ( حاستي الشم والذوق ). وتلبي الحاجة الغذائية الصحية للإنسان.
صفات الشراب الواقي من الأمراض : Idea 
الشراب هو السوائل التي تشرب وقت العطش أو بعد الطعام عند الجوع وهو نوعان
1- الماء فقط 2- ما كان الماء اكثر مكوناته
1-الماء:-
الشروط الصحية لتناول الماء هي نظافته ونقاوته أو طهارته من أي قاذورات أو جراثيم أو أوساخ والذي ليس له لون ولا طعم ولا رائحة والماء المتغير طعمه أو رائحته هو الماء الآسن ولا ننسى إن الماء الآسن أي غير النظيف أو الملوث ناقل لجراثيم الزحار والتيفود والفيروسات المسببة للإسهال وأمراض الكبد وبيض الديدان البطنية والطفيليات ويصف القرآن الكريم الماء الصالح للشرب في قوله تعالى ( ماء غير آسن ) سورة محمد 15. والماء النقي نعمة الاهية قال تعالى (وأسقيناكم ماءا فراتا ) 27 المرسلات.
2- الأشربة الأخرى :
تتأثر ألا شربه الأخرى بمحتوياتها من غير الماء ومنها الأشربة التي لا تتأثر بعامل الوقت كالعسل( الذي يعتبر غذاء ودواء ) ومنها الذي يفسدها الوقت كالحليب ( الذي يعتبر غذاء كاملاً ) وكذلك التي مصدرها عصير أو نقيع من الأطعمة القابلة للفساد إذا تم استخلاص الشراب منها قبل فسادها والطيب منها هو الطري أما المتغير طعمه قبل أن تفسده الجراثيم كليا يعتبر غير محبب شربه مثل اللبن الرائب كلما مر عليه الوقت زادت حموضته وتغير طعمه وتخربت مكوناته واللبن الذي تغير طعمه بزيادة حموضته يصبح مخرش للجهاز الهضمي ومسبب ومهيج لقرحة المعدة بعكس اللبن الطري الذي لديه خاصية مضادة للحموضة أثناء طراوته وينفع لعلاج القرحة المعدية وأكد ذلك قوله تعالى " وأنهار من لبن لم يتغير طعمه " محمد 15. وتحتوي الأشربة الطرية من العصائر والنقائع من الفائدة الغذائية نفس الفوائد وبنسبة أقل لتلك الأطعمة التي جاءت منها وأقل كلما زادت نسبة التخفيف بالماء. ويراعى في المواد الغذائية المضافة إلى الماء كمشروبات أن تكون من مصادرها الطبيعية وتشرب طرية قبل تخمرها وأن يكون تحضيرها سليما فمثلا الشاي الأسود تم تخميره وتخريبه بواسطة الجراثيم حتى أسود لونه ولا يستسيغ الإنسان شرابه إلا بإضافة السكر الصناعي. والشاي الطبيعي هو الشاي الأخضر الذي يُقطف ويُجفف مباشرة دون تخمير. والمشروبات عامه الأفضل منها ما كان مصدره من الثمار والأدنى فائدة ما كان مصدره من ورق النبات وكذلك المشروبات الساخنة الأفضل منها ما كان ثمار يانعة كالبن ويليه نقيع الزهور ولأدنى منه نقيع الورق كالشاي الأخضر. والشاى عموما توجد فيه مادة الأوكزالات المنمية للحصى الكلوية وتزداد فيه المواد المنبهة للجهاز العصبي بنسبة أكثر من البن والإسراف في شرب الشاى يزيد من الأرق – السهر – ويلغي تأثيرات الأدوية المهدئة للجهز العصبي لدى مرضى الأضطرابات النفسية والعصبية. ويمكن مزج العصائر والنقائع بما يحسن مذاقها ويتوجها بنكهة خاصة مما ينفع قليله كالزنجبيل الذي لجذوره نكهتها المميزة وطعمها اللاذع لأن الكثير من الزنجبيل مخرش للمعدة أما قليله فإنه مفيد لاحتوائه على زيوت طيارة تعطيه الرائحة العطرية المميزة وراتنج زيتي طيار هو الجنجرين الذي يعطيه الطعم اللاذع وله خصائص مقوية ومطهرة. أما ورق الكافور فإنه يحوي زيت الكافور المطهر وقد وجد أن قليله مفيد في حالات الزكام والبرد ويساعد على معالجة عسر الهضم وكثيره سام جدا على الجهاز العصبي ويستخدمه أطباء الأسنان مركزا لإماتة الأعصاب السنية المؤلمة للأسنان. لذا لا يصح أن تتجاوز كميته حدود المزج وقد ذكر الله تعالى الممزوجات في ما يشربه أهل الجنة من الممزوجات بالكافور والزنجبيل في أحسن أوصافهما لقوله تعالى (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا)..( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ) الإنسان 17,5 والحذر يتوجب من التسمم بالكافور ومدلول الآية واضح هو أنهم يشربون( من ) كأس سبق مزجها بالكافور أما في حالة المزج بالزنجبيل فيسقون فيها الكأس كاملا في حدود المزج ( غير مركز). ومن الخطاء والخطر الغذائي تحلية العصائر الطرية بالسكر الأبيض وخاصة للمرضى وضعاف المناعة وقد سبق توضيح أضراره في مبحث مراتب الطعام. ويمكن تحلية العصائر بالعسل الحقيقي أو بزيادة نسبة الفاكهة الحلوة بالعصير ويشرب طريا وعندها يشرب الإنسان ما يستسيغه على ذوق الفطرة أما اضافة السكر الصناعي الى العصائر فهو يغطي عيوبها الذوقية ويجعل الإنسان يستسيغ منها مالا يستساغ بدونه. وإذا تركت الأشربة لتفسد وتتخمر فتتحول بعد فسادها إلى ضرر وضارة أيضا إذا كانت ملوثة أو مزجت بماء ملوث ( آسن ) وهنا تبرز أهمية نقاوة ما نأكله وما نشربه من التلوث والفساد وذلك لأثرهما على تعكير صفاء العافية والسلامة مما يضر أو يهلك نتيجة الفساد أو التخمر. وما فسد وتخمر أصبح ضرره أكبر من نفعه وتحريمه إنقاذا للناس من أذيته.
الخمر
والخمر يسجل في كتب الطب من ضمن السموم وذلك لضرره على كافة أعضاء الجسم فأثره على الكبد يؤدي إلى تشمع الكبد الذي يتحول إلى تليف إذا استمر المدمن في تعاطي الخمر كما يسبب الخمر التهاب الكبد الكحولي الذي يتحول 80 % إلى تليف و10%إلى فشل كبدي والمصاب بتليف الكبد الكحولي تبلغ نسبة حياته المتوقعة لفترة خمس سنوات 48 %إذا استمر في تعاطي الخمر وبدونه ترتفع النسبة إلى 77%. واثر الخمر على الجهاز العصبي المركزي انه يؤدي إلى تضحل الذاكرة والعاطفة وضمور القشرة الدماغية واعتلال عصبي خلف المقلة واعتلالات عصبية ( صرعات – سقطات – المشي عريض الفكة بين الرجلين) واعتلالات دماغية تخريفية مبكرة. واثر الخمر على الجهاز الهضمي انه يؤدي إلى الإسهال وتخرش المعدة وقرحة المعدة والاثنى عشر والدوالي المريئية ( نتيجة تليف الكبد) والتهاب البنكرياس الحاد والمزمن. واثر الخمر على الدم يؤدي إلى فقر الدم وهبوط نشاط نخاع العظم والنزيف من القناة الهضمية وانحلال الدم ونقص حامض الفوليك المصاحب للكحولية. واثر الخمر على القلب انه يؤدي إلى عدم انتظام خفقان القلب كما يسبب ضغط الدم واعتلال العضلة القلبية وموت الفجأه قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) المائدة90. ومما سبق ندرك أن في ذكر القران الكريم لأنواع الأشربة وتناول نافعها بشروطه وتجنب ضارها وقاية أكيدة للكثير من الأمراض التي يسببها التخمر والفساد والماء الآسن وما تغير طعمه.
الوسائل الآمنة لحفظ الأطعمة  I love you 
طالما عرفنا أن طيبة وطراوة الأطعمة شرطا قرآنيا للحفاظ على الصحة فعلينا معرفة الوسائل الآمنة التي يمكن من خلالها حفظ الأطعمة من الفساد وطرق الحفظ تعتمد على نوع الطعام. فالمواد الغذائية الحاوية على الماء تنشط فيها الجراثيم وتتغذى عليها ومخلفات الجراثيم تفسدها لأن الماء أساس الحياة حتى للجراثيم لقوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون )30 الأنبياء. وتنشط الجراثيم في درجة الحرارة العادية ويقل نشاطها كلما انخفضت درجة الحرارة لذا يعتبر التبريد من وسائل حفظ الأغذية والتبريد يُبطئ عمل الجراثيم ولا يقتلها والتجميد يجعل الماء الجامد معسور الاستخدام بواسطة الجراثيم فتتوقف التفاعلات الحيوية والكيميائية ولكن هذه التفاعلات تنشط في الفترة قبل التجميد وبعد الصهر ويتمزق قوام الغذاء مع تكون بللورات إبرية أثناء التجميد وقد يؤدي التجميد الى حدوث تغيرات في الأغذية المجمدة تجعلها غير صالحة للاستهلاك وتشمل فقد المستحلبات لثباتها وتجمع البروتينات وزيادة صلابة لحم الأسماك وفقدان المادة الغذائية لقوامها وزيادة السوئل المنفصلة من اللحم. ويمكن التخلص من الجراثيم للتخزين طويل المدى بسحب أساس الحياة وهو الماء من المواد الغذائية بالتجفيف أو قتل الجراثيم بمواد غذائية آمنة كالتمليح والتخليل لأن الملح والخل يدخلا ضمن التكوين الكيميائي الحيوي لجسم الإنسان كما سنعرف لاحقا. وفي ما يلي الوسائل الآمنة لحفظ الأطعمة :-
1- التجفيف :
تجفف المواد الغذائية قليلة الماء بواسطة حرارة الشمس والتهوية لسحب الماء كليا كما تجفف الخضار أو لتقليل الماء كما يحول العنب إلى زبيب أما المواد كثيرة الماء فتجفف بحرارة النار لتبخير الماء مثل مسحوق الحليب ومن التجفيف بالنار التحميص. ومن الأساليب الحديثة للتجفيف التجفيد والتجفيد هو التجفيف والتبخير للماء من المواد الغذائية المجمدة بالتبريد وبواسطة الضغط السالب الخفيض يتحول الماء الجامد إلى بخار. وتصبح المواد الغذائية الجافة غير مناسبة لنمو الجراثيم لعدم وجود الماء وقابلة للحفظ والتخزين.
2- التمليح :
محلول الملح ( كلوريد الصوديوم ) المركز يسحب الماء من شرائح المواد المحفوظة فيه ويسحب الماء من الجراثيم نفسها ويمنع فساد الأطعمة والملح معروف منذ القدم أنه ضد فساد الأطعمة كما يقال كناية : من يصلح الملح إذا الملح فسد. ويساهم الملح في عمليات التجفيف لنفس الخاصية حيث يمكن تلطيخ رقائق اللحم بالملح لتسريع عملية التجفيف كما يمكن التخلص من الملح الزائد قبيل الاستخدام بالشطف بالماء وما تبقى من الملح لا ضرر منه لأن الجسم بحاجة إليه لصنع حامض المعدة من الكلور وينظم صوديوم الملح التوازن العصبي والماء في الجسم وزائده يخرج مع البول والعرق. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( سيد إدامكم الملح ) رواه ابن ماجه.
3- التخليل :
تخلل شرائح الخضار عادة لحفظها بالخل لأن الوسط الحمضي يثبط عمل الجراثيم والخمائر الطبيعية الموجودة بالغذاء والملح يزيد من فعاليتة في حفظ شرائح الخضروات كما أنه في الوقت نفسه يستخدم عندما يخفف كغذاء للإنسان ولأن آخر العمليات الكيميائية الحيوية الهدمية داخل خلايا جسم الإنسان هي تكوين حامض الخل من الغذاء الذي نتناوله وحامض الخل بعدها يفقد الهيدروجين من تكوينه ويتحول إلى ثاني أكسيد الكربون داخل الخلايا ويتحد الهيدروجين مع الأوكسجين كي تنطلق الطاقة الحرارية التي يحتاجها الجسم لاستمرار الحياة ويتكون الماء. قال رسولنا الكريم ( نعم الإدام الخل ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه. وما يستخدم كغذاء ومادة حافظة هو افضل من المواد الحافظة الصناعية الغير غذائية.
أما بقية الطرق الصناعية لحفظ الأطعمة والتي تعتمد على إضافة المواد الحافظة السامة والمواد المثبتة للألوان والمنكهات والألوان الصناعية وهذه المواد جميعها لا توجد في كيمياء الجسم البشري ولا يحتاجها الجسم البتة ولا ينصح بها الأطباء ولا علماء التغذية نظرا لتفشي الأمراض المستعصية وأمراض السرطان. بعكس الملح والخل كما عرفنا أنهما من ضمن المواد التي يحتاجها جسم الإنسان وتدخل في العمليات الكيميائية الحيوية وممدوحان من الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. أليس في هذا إعجاز نبويا في الكيمياء الحيوية وجاء في الوقت الذي ليس فيه أي وجود لعلم الكيمياء الحيوية آنذاك.
أما الأغذية الجافة كالحبوب يمكن تخزينها في معزل عن الرطوبة لأن الرطوبة تسبب التعفن والفساد وتشجع السوس. ويمكن حفظ محاصيل الحبوب الجافة لأكثر من سبع سنوات لقوله تعالى ( قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ) يوسف 47. والحبوب الباقية في السنابل تكون محمية من السوس ونسبة التهوية المبددة للرطوبة بينها عالية ولا يمكن تخزين الطحين لفترة طويلة لانعدام الفراغات المبددة للرطوبة.
وتحفظ الدهون والزيوت بعزلها عن الهواء والرطوبة التي تنمي البكتريا حتى لا تتزنخ وتصبح غير مستساغة ويساهم الضوء وارتفاع درجة الحرارة والهواء مع الرطوبة في تسريع عملية التزنخ وأفضل طريقة لحفظها هي وضعها في قناني خزفية أو قوارير ضيقة المخرج وممتلئة ووضعها بعيدا عن الضوء والحرارة علما بان الزيوت المستخرجة مباشرة من موادها الخام بالعصر على البارد بدون تسخين أو مواد مذيبة مثل زيت الزيتون وزيت السمسم وزيت الخردل يوجد في هذه الزيوت كميات طبيعية وكافية من فيتامين هـ المضاد للأكسدة والذي يعمل على حفظ الزيت طبيعيا من التزنخ لفترة من الزمن مع مراعاة شروط الحفظ الأخرى. لذا تفضل هذه الزيوت على مثيلاتها من الزيوت الأخرى والمستخرجة بأساليب صناعية والتي يضطر بعدها المصنعون إلى إضافة المواد المضادة للأكسدة كالكينين وفيتامين هـ أو مواد كيميائية اخرى .
خطورة التقصير في الطعام والشراب:-
نقص التغذية نوعان النقص الكمي والمتمثل بالمجاعة أو رفض الطعام والنوع الثاني سوء التغذية وهو النقص النوعي لأي من العناصر الغذائية الأساسية ( دهون- نشويات- زلال ) أو الأملاح والفيتامينات ويؤدي نقص التغذية الكمي والنوعي إلى ضعف المناعة وجعل الجسم عرضة للكثير من الأمراض. أما أهمية الماء فتتجلى في أمراض الجفاف المائي المهلكة الناتجة عن فقدان الماء بسبب الفقدان المرضي أو الحرمان. وإضافة إلى ما سبق فالتقصير في الطعام والشراب يجعل الإنسان عاجزاً عن النشاط والسعي لكسب الرزق لما يصيبه من الضعف والهزل ويتحول إلى عنصر ضعيف يقل خيره على نفسه وغيره ويصبح أخيرا فريسة سهلة للفيروسات والجراثيم الممرضة والمهلكة ويؤكد القرآن الكريم على عدم التقصير في الطعام والشراب وهو الزاد المادي قال تعالى ( وتزودوا ) البقرة 167. ويحث القرآن الكريم على التغذية المتنوعة قال تعالى ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلال طيبا ) البقرة 168. وقال تعالى ( كلوا مما رزقكم الله ) الأنعام 142. فالتقصير في الطعام والشراب مخالفة للهدى القرآني وتنوع الغذاء ( مما في الأرض - مما رزقكم الله ) دون تحديد لنوع واحد من الغذاء هو دعوة إلهية للتغذية المتوازنة والمتنوعة وتطبيق ذلك فيه زاد للجسد يزداد منه النشاط والحيوية وتزداد في الجسم المناعة للوقاية من الأمراض وفيه إتباع وطاعة لأوامر الله سبحانه وتعالى .
خطورة الإسراف في الطعام  No 
والإسراف هنا لا يحبه الله تعالى وعند الرجوع إلى مضار الإسراف الصحية نجد أن الإسراف نوعان الأول ( الإسراف الكمي ) بزيادة الطعام إجمالا وهو يؤدي إلى تخمة وسوء هضم ومضايقة وخمول وآلام معوية وقيئ وإسهال وغيرها والأهم هو الإسراف الخفي الذي لا يعرفه الكثير من الناس وهو - الإسراف النوعي والذي يتجلى بآثاره المرضية التي أصبحت الشغل الشاغل للأطباء هذه الأيام وشملته الآيتان الكريمتان أجمالا قال تعالى ( كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأنعام 141 وقال تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف 31. لأنه لم يكتف الناس بما توازن من الطعام الصحي مثل الخبز مع الزيت وما توفر من الثمرات والخضار وما تيسر من غيرها وبدا الإسراف النوعي. فالإسراف في المواد السكرية له عدة أضرار فخطر تخمر السكر بين الأسنان في الفم يسبب تنخر الأسنان وتحطمها وعندما يفقد الإنسان البالغ أي من أسنانه يحرم نهائيا من فوائد وجودها. أما تخمر وزيادة السكر في الأمعاء فيؤدي إلى الإسهال المتكرر أو المزمن. كما يصاب الأطفال بالإسهال نتيجة الإسراف في تناول السكريات وتعرف الحالة طبيا بعدم تحمل السكريات الثنائية. ويتضرر المسرف من مرضى السكري إذا تناول الأغذية الحاوية علىالسكر الصناعي الذي يزيد من تدهور حالتهم الصحية ويقودهم إلى الهلاك كما يسبب ظهور مرض السكري الكامن في الأشخاص الذين لديهم استعداد كامن للمرض . ويؤدي السكر إلى الشعور بالشبع عند الأصحاء لأنه يرفع نسبة الجلوكوز في الدم الأمر الذي يولد الحرمان من بقية الاحتياجات الأساسية اليومية من بروتين ودهون ومعادن وفيتامينات والحرمان من هذه يؤدي إلى الهزال وضعف المناعة ضد الأمراض والوهن والعجز العام فالبروتينيات مواد بناء وطاقة للجسم والدهون غنية بالطاقة وقابلة للتخزين في الجسم على شكل شحوم تذوب وقت الحاجة والإسراف في أكل المواد الدهنية وخاصة الدهون الشمعية ( التي تجمد ) اصبح معروفاً لدى الكثير والذي يتضح بأمراض السمنة وهي الخمول والعجز وتصلب الشرايين وضغط الدم وما يئول إليه من إمراض القلب والتروية الدموية للدماغ والكلى والأطراف. والشحوم وجوامد الدهون مرهقة للمعدة والكبد وتزيد من قابلية الترسبات الحصوية في المرارة. والإسراف في المواد البروتينية المتوفرة في اللحوم والبيض وهو الآخر لا يخلو من ضرر مثل ترسب نواتج البروتينيات في المفاصل كمرض النقرس وزيادة القابلية لترسب رمال الكلى ومرهق للكبد المريضة والكلى ويزيد في شدة وخطر أمراض الحساسية . أما الإسراف في تناول الأملاح فهي الأخرى خطرة فزيادتها تؤدي إلى اختلال التوازن المائي والعصبي في الجسم قد توصل إلى الهلاك مثلما هو الحال نقصها يسبب المرض أو الهلاك وهذه وحدها أي توازن الشوارد المعدنية في جسم الإنسان تبين أهمية الآية الكريمة في قوله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) الأعراف31. وهذه الآية تعتبر خلاصة كتب ومجلدات الطب الغذائي. أما الزيادة أو النقص في الفيتامينات فهي أيضاً علم بذاته شغلت الباحثين والأطباء وأوجزتها الآية الكريمة فالنقص في الفيتامينات شائع المعرفة أما الزيادة فلم تعرف أضرارها إلا مع تقدم العلم ونوضح هنا ثلاثة فيتامينات على كبر أهميتها وهي :-
-الفيتامين الأول فيتامين ( أ ) :-
_الموجود في الدهون والزيوت والبيض وزيت كبد الحوت والخضار والفواكه الصفراء وهو الآخر برغم أنه يساعد على النمو وتقوية الأبصار ومرونة الجلد والأغشية المخاطية وسلامتها فزيادته تؤدي إلى الصداع والإقياء وارتفاع في ضغط الجمجمة واضطرابات بصرية وحكة وتثخن الجلد وإرهاق الكبد التي تتولى مهمة تخليص الجسم من زوائده الغذائية مما يسبب اليرقان وتضخم الكبد والطحال.
-الفيتامين الثاني (ج) :-
فنقصه يؤدي إلى زيادة القابلية للنزيف الدموي وقلة ترابط الألياف النسيجية وفقر الدم وضعف العظام وفي المقابل زيادته المفرطة تؤدي إلى اضطرابات هضمية وإسهال مع الإضرار بالمعدة المصابة بالقرحة ( إن كان معزولا عن خاماته ) ويزيد في قابلية تكوين الحصى الكلوية لأنه يتحول بعد أداء وظيفته في الخلايا والأنسجة إلى حمض الأكساليك الذي إذا اتحد مع كالسيوم البول فأنه يكون الحصى الكلوية. وهذا الفيتامين موجود في معظم الأغذية الطرية وأكثره في الفواكه والخضار وزائد في الفواكه الحامضة.
- أما الفيتامين الثالث فهو الفيتامين ( د ) :-
الموجود أكثره في زيت كبد الحوت ويوجد في الزيوت والدهون والبيض واقل في الحليب فهو الآخر برغم أهميته في صلابة العظام وتوازن الكالسيوم في الدم والمساعد على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء فزيادته تؤدي إلي زيادة سامه للكالسيوم وترسبات كلسية في الكلى وتشكل الحصوات ويسبب فقدان الشهية والإمساك وكثرة التبول.
ترتيب الطعام والشراب:-
والترتيب في الآية الكريمة هام جداً فالطعام قبل الشراب وعندما نشرح الآية بمنظور علمي نجد أن الإنسان الجائع هو الذي تفرز معدته عصائر هاضمه نتيجة الجوع بعكس العاطش والجائع الذي يشرب كمية كبيرة من الماء قبل الأكل تمتلئ معدته بالماء وتذوب العصارات الهاضمة في الماء وتقوم المعدة المملوءة بتفريغ محتوياتها وأي محتويات ماء بدون طعام وعصارات هاضمة للطعام بدون طعام يتم تفريغها إلى الأمعاء لقوامها المائي بسرعة وعندما يأكل الجائع لا يجد طعامه أي عصارات هاضمه فيصاب بأعراض ما يسمى بعسر الهضم ويحرم من فائدة الطعام فأي مسكين هذا الشابع بالظاهر وهو المتضايق المحروم أما الشراب للجائع بعد الطعام فهو استكمال للأمر الإلهي الواجب لما له من فوائد جمة نذكر منها أن الماء يساعد في إذابة الطعام الذي لم يتم استكمال مضغه بالفم و يساعد على توزيع العصارات الهاضمة على الطعام كله و يساعد في سهولة وسرعة ترحيل الطعام من المعدة إلى الأمعاء وهو الناقل الحامل للغذاء المهضوم من الأمعاء إلى الدم ولا يفارقها حتى يوصلها إلى أماكن استغلالها للجسم وعندما يطرح بواسطة العرق عبر الجلد أو البول عبر الكلى لا يترك وظيفته فلا زال يحمل معه الأملاح الزائدة والسموم إلى خارج الجسم وبهذا يتضح أهمية الماء بعد الطعام فهو الداخل من الأمعاء إلى الدم بخيره والخارج من الجسم بسموم ومخلفات غيره. أما الإسراف في شرب الماء فيسبب تمدد لمصل الدم وسوائل الجسم ويسبب الصداع والتوذم والتوذم هو انتفاخ وتورم عام بالجسم نتيجة احتباس الماء داخل الأوعية والخلايا والأنسجة البينية والإسراف في شرب الماء ضار لمرضى عجز القلب وضعاف الأجسام وهنا نجد أن نصف آية في القرآن الكريم قد شملت الطب الغذائي كله قال تعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف 31.
أنواع الطعام :-
وفي ما يلي إيضاح لأنواع الطعام لكي يتمكن القارئ من التفريق بين الأنواع وفوائد كلا منها وفهم اكثر للمعاني القرآنية فالعناصر الأساسية للطعام هي النشويات – والبروتينيات والدهون والعناصر المساعدة هي الفيتامينات والأملاح ويحتاج معها الإنسان إلى الشراب أما اردأ الطعام فهو ما أنعدمت فيه تلك العناصر قال تعالى ( فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولإنعامكم ) عبس 32,24. والتفاصيل مع الأدلة القرآنية فيما يلي .
1-النشويات
وتكثر في الخبز وهو الطعام المعروف في العالم كله فهي تمد الجسم بالطاقة والنشاط لأنها تتحول ببطء مريح إلى سكريات لتزويد الإنسان بطاقة ونشاط دائم والزائد من النشويات يتحول إلى شحوم لأن خاماتها تحوي مواد غذائية أخرى فهي تسمن وتغني من جوع وتكثر النشويات في الأغذية المصنوعة من الحبوب ( الحنطة – الأرز – الذرة وغيرها ) ومن النشويات البطاطا والنشويات كما عرفنا تتحول بعد الهضم إلى سكريات أما السكريات الخام فهي تعرف بالطعم الحلو. والخام منها افضل من المستخلص صناعيا لأنه يحوي مواد غذائية أخرى لا غنى عنها و السكريات نوعان النوع الأول يدخل الدم إلى الكبد مباشرة بدون هضم مثل سكر العنب وسكر الفاكهة وهذه متوفرة في العنب والتمر وبقية الفواكه حيث توزع من الكبد إلى الدم ويخزن زائدها بالكبد فهي بذلك مريحة للجهاز الهضمي ويقوم الدم بتوزيع السكر إلى خلايا الجسم لتحترق في الخلايا مع الأكسجين لإنتاج الطاقة مخلفة الماء وغاز الفحم ويخزن زائد السكريات الغير محترقة في العضلات لوقت الحاجة قال تعالى ( وفاكهة مما يتخيرون ) الواقعة 20. والتخيير للتكريم لأن أيا كان نوع الفاكهة الحلوة اثبت العلم أن سكرياتها أحادية ولا تحتاج إلى هضم. فلا ترهق الجهاز الهضمي وسكر الفاكهة- الفركتوز- بعد امتصاصه لا يحتاج إلى الأنسولين لتمثيله ولا يتضرر منه مرضى السكري والنوع الثاني يتطلب عمليات هضمية حتى يتحول إلى سكر عنب وسكر فاكهة مثل سكر القصب أما سكر اللبن يتحول بعد الهضم إلى سكر حليب وسكر عنب أما سكر الشعير فيتحول الجزء الواحد منه بعد الهضم إلى جزأين من سكر العنب أما سكر النشويات فيتحول الجزء الواحد منها بعد الهضم إلى سلسلة متعددة من سكر العنب لذا فالنشويات تمد الجسم بالطاقة لفترة أطول وتزداد أهمية الخبز انه الأساس الغذائي والشائع فهو يحوي إضافة إلى النشويات أثر من الدهون وقليل من البروتين لبناء الجسم وبعض الأملاح والفيتامينات أي انه يمد الجسم بمعظم حاجاته اليومية إذا لم تعزل عنه النخالة ويؤكد القرآن الكريم على أهمية مصدر الخبز في سورة يوسف في قصة سيدنا يوسف مع ملك مصر كغذاء هام على مستوى الشعوب وحكامها ومنذ القدم ولا زال وحتى قيام الساعة. وقد ذكر الله الزرع الذي هو مصدر الحبوب في القران الكريم 13 مرة. وجعل الله إخراج الحب من الأرض آية في الدلالة على البعث والخلق والتغذية قال تعالى ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ) يس 33.


2-البروتينيات ( الزلاليات )
توجد في اللحوم والبيض والجبن وبتركيز أقل في الحليب وتوجد في البقوليات ( الفول والفاصوليا والعدس..الخ ) وبنسبة أقل في المحاصيل وبقية الحبوب وتتكون من أحماض أمينية هي الأساس لبناء الجسم وتعويض الخلايا المفقودة والمتجددة للأغشية المخاطية والجلد وتكون الأمصال المناعية في الدم و تعمل على إنتاج الطاقة. ونواتج استقلابها في الجسم( اليوريا ) يتم التخلص منه بواسطة الماء الزائد مع البول. واللحم يحوي إضافة الى البروتين الاملاح المعدنية الهامة لتقوية الدم والعظام من حديد وكالسيوم إضافة الى الكلور والبوتاس والصوديوم والزنك والمنجنيز واللحوم غنية بفيتامين ( ب ) المركب والمساعد في تقوية الأعصاب والأنسجة والدم واللحوم تحوي إضافة إلى ما سبق بقية الفيتامينات. والزلاليات ( البروتين ) تتخثر وتتماسك بالتسخين ولا تذوب في الماء فالمرق لا يوجد فيه بروتين إلا ما ذاب من الأملاح والفيتامينات فهو بذلك حسن المذاق سهل الهضم وخاصة للمريض. ولا يغني المرق عن أكل اللحم لأنه لا يحوي البروتين. وإضافة الخبز إلى المرق واللحم ( الثريد ) يوازن الوجبة من الإسراف النوعي ويفي بحاجات الجسم من كافة العناصر الغذائية مجتمعة. والبروتين الحيواني يحوي الأحماض البروتينية الأساسية التي يحتاجها الجسم فهو بذلك أغنى وأشهى من البروتين النباتي لقولة تعالى ( ولحم مما يشتهون ) الطور 22.
3-الدهون :-
هذه تمد الإنسان بالطاقة ضعف ما تمده النشويات والبروتين وقد كانت قديماً تستخدم في الإضاءة وتحترق كلياً فهي نار ونور. تولد الطاقة ويخزن زائدها على شكل شحوم في الجسم لوقت الحاجة ( وقت المجاعة والمرض ) ومن الدهون الزيوت النباتية والزبدة والسمن ودهن الشحم والدهون إجمالا تحسن ذوق الطعام المطبوخ مع قليل منها وتجعل الطعام المقلي بها شهيا وتحوي فيتامين ( أ ) المساعد للنمو والمقوي للبصر وفيتامين ( د ) المساعد على تقوية العظام أما فيتامين ( هـ ) المنشط للرجولة والمقوي للنسل فهو يوجد في الزيوت النباتية وزيت كبد الحوت. والزيوت غنية جدا بالسعرات الحرارية وتقدر قيمة المخزون الحراري في كل جرام واحد منها بتسعة سعرات حرارية وهو أكثر من ضعف ما ينتجه احتراق النشويات أو البروتين. والسعرات الحرارية هي التي تمد الجسم بالطاقة الحرارية اللازمة للنشاط الحركي والدفء. وهذا المخزون الحراري هو الطاقة الكامنة الموجودة في الزيوت أكده القرآن الكريم في قوله تعالى ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) النور 35. وافضل الدهون هي ذات الأصل النباتي والخالية من شمع الكلسترول ولا تجمد وهي الأسهل هضما وتحوي الأحماض الدهنية الأساسية الصبغية الغير مشبعة التي تسبب لدانة الشرايين وتمنع تصلب الشرايين وتحول دون تكون الجلطات الدموية ولأن أحماضها صبغية غير مشبعة فهي قابلة للارتباط مع غيرها لتخليص الجسم من بقايا فضلات مواد الأحتراق الدهنية ولإذابة شمع الكلسترول وتساهم في تخفيض نسبته في الدم وتمنع صفائح الكلسترول من الترسب في الشرايين لوجود الأواصر المزدوجة في تركيبها الكيميائي وهي المذكورة في القران الكريم. أما الشحوم فزائد بها المواد الشمعية لذا فهي أبطأ وأعسر هضما من بقية الدهون وشحم الإلية المختلط بعظم اسهل هضما من بقية الشحوم لأن شحم الإلية أسهل ذوبانا من بقية الشحوم وقت التسخين والسمن افضل من الشحم والزبدة افضل من السمن والزيوت التي لا تجمد افضل الدهون جميعا. كل ذلك قياسا على نسبة المواد الشمعية والأحماض الدهنية المشبعة التي تجمد. لأن دهن الشحم اكثر تجمدا من السمن والزبدة والدهون المشبعة ترفع مستوى شمع الكلسترول في الدم. وشمع الكلسترول يشكل خطورة في ترسبه في الشرايين والمرارة. وذكر الله تعالى الشحوم في القران الكريم في سورة الأنعام الآية 146 محرم بعضها على بني إسرائيل وفي آخر الآية قال تعالى ( وإنا لصادقون ) أي أن الله لم يحرمها عليهم جزاءً ببغيهم أي إسرافهم فقط بل أكد على صدقه عز وجل وصدق الله سبحانه وتعالى لصالحهم وهو الأعلم قال تعالى ( ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما أختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ). وما تم استثنائه من الشحوم في الآية الكريمة تأكد علميا قلة المواد الشمعية فيه لأن شحم الألية (ألية الضان) هي من مؤخرة ما يحمل الظهر وما اختلط بعظم الذنب وهي اسهل هضماً من بقية الشحوم. والضرر الناتج من الإسراف في أكل الشحوم اصبح معروفا. أما نحن المسلمين فالشحوم من الطيبات خاصة بعد أن حذرنا الله من الإسراف وقد هدانا الله الى الصبغ وهو الذي يذيب المواد الشمعية فيها ومن ثم يلغي ضررها قال تعالى في ذكر الدهون ذات المصدر والصبغ الدهني النباتي ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) ****20 المؤمنون. وأخرج ابن ماجه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله ( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك ). والأكل الذي يذوب بالماء يعتبر الماء صبغه والدهون الجامدة التي لا تذوب في الماء يعتبر الزيت صبغها لأنه يذيبها. ولتوضيح اكثر يرجى قراءة التفاصيل تحت عنوان أساس الوقاية من أمراض القلب والشرايين .
4_ الأملاح والفيتامينات
من الأملاح ملح الطعام وهو شائع المعرفة والاستخدام وجاء في الحديث ( سيد إدامكم الملح ) رواه ابن ماجة. وقال تعالى ( أحل لكم صيد البحر وطعامه ) 96المائدة. ويوجد في البحر الملح البحري إضافة إلى الماء والصيد والملح من أشيع وأهم المحسنات للذوق في الطعام وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال يعني بطعامه مالحه. وتوجد أملاح أخرى يحتاجها الجسم وهي أملاح معدنية إضافة إلى ملح الصوديوم ومنها الكالسيوم والماغنسيوم والمنجنيز والحديد والزنك والنحاس مع عناصر مثل اليود والكروم والفسفور والكبريت الكلور والفلور 000الخ وكلها تمتصها النباتات من تراب الأرض فهي ترابية المصدر وتدخل ضمن تكوين وحاجة الإنسان .أذكر فوائدها إجمالا فهي تعمل على توازن الماء في الجسم داخل وخارج الخلايا وتساعد في التوازن العصبي والحركي وتدخل في بناء الجسم ومكوناته ولا يخلوا منها أي طعام خام وحتى في الماء الذي نشربه بنسبة ضئيلة جداً. وقلة أو زيادة الأملاح إفرادا أو إجمالا ضار بالصحة و يقود إلى الهلاك. ووجود الأملاح في المواد الغذائية الخام بشكل موزون حسب حاجة الجسم إليها يعفينا من الاهتمام بمعايرتها مخبريا. كما أن الاعتماد على الأغذية الخام كفيل بتوفير كافة العناصر المعدنية التي يحتاجها الجسم قال تعالى ( وأنبتنا فيها من كل شئ موزون ) الحجر 19. أما الفيتامينات فهي مواد مساعدة للعمليات البنائية في الجسم وقد ذكرت أهمها والاختصار هنا لسبب أن هذه المواد متوفرة في كافة المأكولات وخاصة الطرية ولا يخلوا منها أي طعام نأكله قال تعالى ( فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) لقمان10. والكريم هو كثير المنافع فالوجبة الحاوية على الخبز الكامل (مع النخالة) والزيت وقليل من الخضار توفر كافة أنواع الفيتامينات والأملاح فالخبز الكامل يحوي فيتامين (ب) المركب والأملاح المعدنية إضافة إلى النشويات والبروتين النباتي أما الزيت فيحوي فيتامين (أ) ,(د) ,(هـ) إضافة إلى الأحماض الدهنية الأساسية أما الخضار فهو يحوي فيتامين (ج) إضافة إلى نسب متفاوتة من الفيتامينات الأخرى وفيتامين ( ك ) والأملاح. وتحوي نخالة القمح (القشرة) على فيتامين (ب1) ,(ب2) ,(ب6) ,(ب ب) وفيتامين (هـ) المنشط للرجولة والمقوي للجنس والفسفور المنشط للدماغ والحديد المقوي للدم والكالسيوم الباني للعظام والمقوي للأسنان واليود المنظم لعمل الغدة الدرقية إضافة إلى السليكون والبوتاسيوم والصوديوم والماغنسيوم ولكي ندرك أهمية قشرة القمح الغذائية في القرآن الكريم قال تعالى ( والحب ذو العصف والريحان ) الرحمن 12. وعن ابن عباس رضي الله عنهما (من تفسير ابن كثير لآية " كعصف مأكول " في سورة الفيل) قال: العصف القشرة التي على الحبة كالغلاف على الحنطة . ونلاحظ من الآية الكريمة أن الذي يميز الحب هو العصف ( ذو العصف ) وكما عرفنا من تفسير ابن عباس أن العصف هو القشرة لذا فالقمح المقشور ( الدقيق الأبيض ) أصبح مسلوب القيمة الغذائية من فيتامينات وأملاح وفقا لما أثبته العلم وأكده الدليل القرآني وعلينا أن نأكل الحب ذو العصف حتى نستفيد من مكوناته الغذائية. وعلينا التأسي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد ورد في الحديث عن أم أيمن أنها غربلت دقيقا فصنعته للنبي فقال ما هذا قالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت أن أصنع منه لك رغيفا فقال " رديه فيه ثم اعجنيه " رواه ابن ماجه. وروى ابن ماجه أن سهل ابن سعد قال ( ما رأيت النقي حتى قبض رسول الله ) وقال أيضا ( ما رأيت منخلا حتى قبض رسول الله ) وذكر البخاري مثله في كتاب الأطعمة باب ما كان النبي وأصحابه يأكلون . وندرك أن العلم بالأهمية الغذائية للقشرة قد جاء متأخرا جدا عما ورد في كتاب الله من بيان غذائي ومتأخرا عن الأسوة برسول الله الذي لم يقبل بالدقيق المنخول. وفي الحديث " أنه نهى عن فصع الرطبة " ذكره صاحب مختار الصحاح وابن الأثير في النهاية وفصع الرطبة عصرها لتنقشر والألياف الطبيعية تكثر في القشور الغذائية وقد وجد أن الياف الغذاء تمنع الإمساك واضطراب القولون ورتوج القولون وتمنع تكون سرطان القولون وتنقص نتروجين يوريا الدم بواسطة زيادة طرح الأمونيا الغائطية وأخيرا تنوع الغذاء يضمن توفر الفيتامينات والأملاح جميعها لان الحرمان منها أوالإسراف فيها خطيرعلىالصحة وفقاً لما تشير إليه الآية الكريمة رقم31 من سورة الأعراف التي تأمر بالأكل والشرب وتنهى عن الإسراف.
الشراب
أساس الأشربة الماء ومن المعروف أن شرب الماء من ضرورات الحياة فهو يشكل 70% من مكونات الجسم مثلما تغطي مياه البحار والمحيطات 70% من سطح الكرة الأرضية وتظهر أهمية الماء عندما يستطيع الإنسان الإضراب أو الامتناع عن الطعام لأسابيع إذا شرب الماء ولا يستطيع العيش حياً بدون ماء لبضعة أيام وبدون الماء لا تستمر الحياة. لأن الماء يحمل كافة العناصر الغذائية معه من الأمعاء إلى الدم ويحمل معه سموم الإنسان لتخرج بواسطة البول والعرق ويدخل في تركيب المواد الغذائية المولدة للطاقة مثل الجلوكوز والزيوت ويدخل في عملية البناء الضوئي في النباتات لينطلق منه غاز الأوكسجين إلى الهواء فالماء يوفر الأوكسجين ويحوي ويحمل متطلبات الحياة للكائنات الحية. قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون )30 الأنبياء. وعند ندرة الماء سوف يتوقف المنقبون عن الذهب ويتجه معهم كل الناس كافرهم ومؤمنهم ينقبون عن الماء الغائر حتى لا يموتون عطشا فما أغلى الماء إذا أنعدم وما أرخصه عندما يتوفر معينا ظاهر للعيون جاريا وسهل المنال قال تعالى ( قل أرءيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) الملك30. فالماء للإنسان أغلى مفقود ومن غير الله جعله موجودا وفيرا سائلا يجري. ومن المدهش أن المواد المقاربة للماء في الوزن الجزيئي كلها غازات في درجة حرارة الغرفة مثل كلوريد الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين وفلوريد الهيدروجين وغاز الأمونيا وغاز الميثان وسلوك الماء وفقا لهذه القاعدة الكيميائية يعتبر شاذا لأنه يستمر سائلا حتى 100 درجة مؤية ولا يتبخر كليا عند هذه الدرجة ويتبخر بنسبة أقل نزولا حتي درجة التجمد مما يتيح للرياح تكوين السحاب من البحار في درجات حرارة أقل من درجة حرارة التبخر المعهودة للماء وهذا عكس بقية المواد التي تتبخر كليا عند درجة حرارة تبخرها وكلها تصبح غازات في درجة حرارة الغرفة وظاهرة سيولة الماء أو ظاهرة الصب حسب التسمية القرآنية تعتبر إعجازا وآية إلاهية لسلوك الماء خلافا لبقية الغازات المقاربة له في الوزن الجزيئي والمماثلة له في الرابطة الهيدروجينية قال تعالى ( أنا صببنا الماء صبا ) 25 عبس. وتقل كثافة الماء عند تجمده فيطفوا إلى أعلى لأنه يزداد في الحجم وهذا عكس قاعدة الإنكماش بالبرودة لبقية المواد ويوجد في القطبين الشمالي والجنوبي على الأرض كميات من الجليد فيما لو غاصت لفاض الماء وغمر وأغرق اليابسة من الكرة الأرضية أليس في كل هذا الشذوذ للماء ضرورة لبقاء الحياة على الأرض. والشراب من غير الماء منه طبيعي مثل اللبن والعسل أو خليط أو نقيع أو عصير من مواد غذائية مع الماء ويراعى في المواد الغذائية المضافة إلى الماء كمشروبات أن تكون من مصادرها الطبيعية وتشرب طرية قبل تخمرها وأن يكون تحضيرها سليما ولمزيد من المعلومات ولمعرفة الشروط الصحية لتناول الماء وأنواع الأشربة مع الأدلة القرآنية انظر مبحث : صفات الشراب الواقي من الأمراض.
اردأ الطعام وأخبثه
من الطعام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وخالي من النشويات والدهون والبروتين ما يسمى بالشوك وهو الضريع فهو يحوي على الألياف فقط وهي لا تمتص من الأمعاء لعدم وجود خمائر هاضمة لها في أمعاء البشر بينما في الحيوانات العاشبة توجد هذه الخمائر التي تحول ألياف السلولوز إلى جلوكوز مغذي للحيوان ونفهم من القرآن الكريم عدم وجود هذه الخمائر في أمعاء الإنسان لعدم قدرة الإنسان على هضم ألياف الشوك قال تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع ) الغاشية 7. فلا يسمن ولا يغني من جوع لأن ألياف السلولوز في الشوك غير قابلة للهضم في أمعاء الإنسان. وهذا الطعام الرديء هو أفضل الطعام المتوفر لأهل النار يوم الحساب لان الباقي خبيث و كريه وذا غصة مثل الزقوم وغسلين والغساق ( القيح ). والزقوم شجرة صغيرة كريهة الرائحة مرة الطعم تنبت في تهامة بالجزيرة العربية قال تعالى ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) الدخان44,43. أما غسلين فهو غسالة قاذورات أبدان الكفار قال تعالى ( ولا طعام إلا من غلسين لا يأكله إلا الخاطئون ) الحاقة 37,36. والغساق هو الصديد أو القيح وهو مخلفات بروتينية ناتجة من تقيح أو إنتان اللحم الحي ويحوي الجراثيم الممرضة وخلايا الدم البيضاء وهو سائل غليظ القوام كريه الرائحة ومجرد إطالة النظر إليه يثير في النفس الاشمئزاز والتقيؤ. ويأكل الطغاة في جهنم أشياء أخرى من القاذورات مماثلة للقيح في خبثها لم يسمها الله سبحانه قال تعالى ( هذا وإن للطاغين لشر مئاب جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فليذوقوه حميم وغساق وأخر من شكله أزواج ) ص 57,55. فما أشد عقوبة الطغيان لأن أصحابه يستبيحون الدماء والأموال والأعراض بغير حق أو خوف من ربهم ولأنهم لم يرحموا خلق الله لم يرحمهم الله إنتقاما لخلقه وتحقيقا لعدله سبحانه وتعالى. أما ماء الصديد فهو من القيح مائه الرقيق المختلط بالدم قبل أن تغلظ المدة ويعتبر من المشروبات في جهنم قال تعالى ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ) إبراهيم 15 ,17. ونعرف أن من يتلوث طعامه بجزء قليل من القاذورات أو المخلفات يحل فيه من المرض ما قد يودي به إلى الهلاك فكيف بحال من تصبح القاذورات والمخلفات طعاما أساسيا له غير أنه في جهنم ينعدم الموت عقابا للأثمين والخاطئين والطاغين وينعدم فيها راحة الحياة قال تعالى ( ثم لا يموت فيها ولا يحيى ) الأعلى 13. نسأل الله تعالى الوقاية من نار جهنم وما فيها من غساق وماء الصديد وما شاكلهما من القاذورات طعام الطاغين ومن غسلين طعام الخاطئين ومن الزقوم طعام الأثيم ومن شراب الحميم والعذاب الأليم وأن يقينا ربنا وقاية تامة من كل ذلك بهدايته وعفوه ورحمته.


 flower سوسو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القرآن الكريم والتوجيهات النبوية اكثر دلاله واعجاز !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وقفة لصحتك :: تخطيط الوجبات الغذائية-
انتقل الى: